حسن

الجمعة، ٩ يوليو، ٢٠١٠

حسن

كان اسمه حسن رجل في اوائل الخمسينات،قوي البنية،خشن الملامح،بدوي الشكل
تعرفت عليه اول مرة عندما تسلم مهام الحراسة ،كان يبذل قصارى جهده للقيام بواجبه على اكمل وجه نشيطا،متفانيا يسعى الى خدمة الكثيرين وكنت انا واسرتي من بينهم
كان لا يتردد في خدمتي، كلما ندهته تراه يسرع ليلبي النداء
وعندما غادرنا مرة مرك مكانه فارغا جامدا لم يتمكن احد من الحراس المناوبين من ملئ الفراغ الذي خلفه غيابه فطالبنا برجوعه وفعلا عاد ونور المكان من جديد فتلقاه كالفراشة يتنقل بين العمارات يوزع الخدمات بابتسامة مرسومة باتقان على محياه فقد كان حسن اسم على مسمى
ومنذ اسبوع غاب ثانية فسألت عن غيابه فأخبروني انه يستفيد من عطلته السنوية
لكن صباح اليوم وبعد خروج زوجي عاد مسرعا لينعي لي حسن فقد مات بالامس في حادثة سير قاتلة اودت بحياته
غادرنا حسن ولكن هذه المرة دون رجعة ذهب وتركنا مذهولين من هول الفاجعة متأثرين بغيابه المفاجئ

فليرحمك الله يا حسن ويجعل مثواك الجنة وليمنحنا الصبر على فراقك
وان لله وان اليه راجعون