حوار مع الهم

رفعت رأسي اليه أرمقه بنظرة شفقة وهو يجلجل بصوته المفزع

"أجيبيني ،أجيبيني،أجيبيني لمذا تحدقين بي

أعلم أنك أدركت خطأك وأيقنت أن لاجدوى من مقاومتي فاخضعي لي في هدوء واكتمي همومك وادفنيها بداخلك فلا جدوى أن تشركيها مع الاخر فكل واحد منهم مكبل بسلسلة هموم تقيده وتحرمه الحركة فاستسلمي لي يا جميلتي ولا تفكير بتركي فروحك بين يدي

ضحكت ضحكة عالية تحولت الى قهقهة مزعجة مفزعة

فصرخ في وجهي:" لما تضحكين؟؟؟؟ من خيبة أملك صح؟؟؟"

"بل أضحك منك وأنا أراك ترتعش من الخوف تخشى ان افوز عليك ويفتضح ضعفك وعندها ستتكثف الجهود لمحاربتك وتسقط شهيدا دون شاهد قبر"

"أنت تحلمين تعلمين أكثر مني ان الاخر تجاهل شكواك وسد اذانه عن سماع همومك فما بالك تقاومين

أنت تعيشين حلم التأزر والتضامن وهم يعيشون واقع الانانية والذاتية

افيقي من حلمك واستعيدي وعيك وعودي الى حضني يا حبيبتي وأعدك أن أكون رحيما بك لن أتعبك بعد الان،لن أبكيك أتركك بعيدة عني فأنت وحيدة لا حضن لك غير حضني"

"أعود اليك أسقط البندقية من زندي واستسلم لك من جديد لا وألف لا رغم كل شيء سأبقى مؤمنة ان في التعاون قوة

لكن لا بد من التضحية لتحقيق ذلك

لذلك انا الان ملكك فافعل بي ماشئت لكن سيأتي الزمان الذي ستنهار فيه وتضعف عندما تجد الكل يحاربك

الان خذ نفسي واسحب روحي مني فأنا منك وأنت مني