الأحد، 26 سبتمبر 2010

همهمات أفكار


تصادمت الافكار فيما بينها وانا افتح ورقتي البيضاء أمامي صمت برهة أتأمل بياضها الثلجي فأشفقت عليها من أفكاري التي ستثير الفوضى عليها وتغير لونها الى لون غامق حزين

لكن أفكاري لم تأبه بشفقتي بل اتفقت فيما بينهاوتراست وتصافت وكأنها فكرة واحدة لم اشهد لافكاري تنظيما مثل الساعة فتسائلت عن سبب ذلك فأجابتني الفكرة الاولى في الصف:"نتوق شوقا للحرية"

لكني لم اسجنكم قط ولم احكم عليكم بالقيد" "

فصرخت اخر فكرة واقفة في الصف"انت لست صادقا معنا دائما تتصرف بأنانية تغير محتوانا وتلبسنا لباسا ليس لنا وتفرغ علينا مساحيق تتلف معانينا"

"عذرا لكن ليس كل فكرة تقال وليس كل ما يفكر فيه الانسان يفصح عنه"

لم أسمع بعد هذا الكلام سوى همهمات وتمتمات اقرب الى الصراخ منه الى الكلام

غير ان هناك من صرخ في وجهي بشدة وهو يتسائل "هل ستطلق سراحنا الورقة أمامك والافكار في خلدك فماذا تنتظر"

"ولماذا انت متسرعة للمغادرة هل ضقت ذرعا بي هل لم يعد بيتك يسعك ام انك نويت التخلي عني"

"لا هذا ولا ذاك انا اريد التحرر لمصلحتك انت"

وأين المصلحة في أن أفقد أبنائي وبناتي"

"أيها الاحمق لو بقيت سجينة في أعماقي لدمرتك ولقضيت عليك اتركني املأهذه الصفحات البيضاء بالسواد اتركني ارسم عليها الغيوم والاعاصيردعني ارشها بالدم وأمرر عليها مسحة القهر

"يا لطيف من تكوني لتفعلي كل هذا كيف تسللت الى كنهي وغزوت باطني"

"هههههههههههه الم اترعرع في أحشائك هكذا تنكرني هكذا تدير ظهرك عني أحقا تريد ان تعرف من أكون

أنا الغضب المكبوت بداخلك انا الثورة الصامتة القابعة تحت ضلوعك انا لاأت التي كنت تنطق بها في داخلك ولا تصرح بها انا احساس الظلم الذي تجرعته ولم تبح به انا الدمعة التي اقتلعتها من جذورها قبل ان تنزل انا التنهيدة التي وأدتها كي لاتفضح أمرك الصرخة المقموعة تحت وطأة الخجل

أعرفتني الان ،من أكون بالنسبة لك؟ دعني أخرج كي ترتاح دعني أنشر الغضب وأعلن الرفض اتركني أنتفض للظلم وأفتح شلال الدموع وأصرخ بسلسلة تنهيدات لا حد لها دعني أدوس على الخجل والضعف وأخنق الخنوع والاستسلام

دعني انطلق ففي حريتي راحة لك وفي هجراني خير لك لا تتشبت بوجودي فهو لن يجديك

دعني أحررك مني تخلى عني كي ترضى"

"لكني لا أستطيع التخلي عن فلاذات أفكاري أرأيت يوما أما تتخلى عن أبنائها"

"اولم تسمع عن أم تبيع أولادها؟اولم تقرأيوما عن أمهات تتخلى عن أبنائها؟ ألم يصل الى مسمعك أمهات تخنق رضيعها أضحكتني والله والضحك ليس من شيمي

يا أحمق تخلى عني كي تعيش أوأدني كي تحيا أقتلني كي تشفى فحالك بات ميؤسا منه واللحد بدا أقرب اليك من السرير فأنجو بنفسك واقتلني قبل أن أقتلك أخنقني بيديك فرقبتي أمامك قطع شرايني واشرب دمي فوالله لا حياة لك دون مماتي"

أمسكت رأسي بين يدي برهة وبعدها أخذت القلم وورقتي البيضاء التي حضنتها وكأنني اتأسف لها عن اغتصابي لها عن مساس بياضها عن اقتحام خلوتها وضعتها بحنان على المكتب وأخذت القلم بين أناملي المرتجفة وأنا أخط أول الحروف

من أكون؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

13 التعليقات:

أبو فارس يقول...

تسلم الانامل
جمبل جدا قلمك
تحياتي

حرّة من البلاد..! يقول...

جميل أختي هذا الضجيج في داخلك , أشعر بأنك سطرت مشاعري وتضارب أفكاري وهذه المعمعة التي تحدث حين تريد الافكار أن تكون واقعا ,أحساس رقيق لمسته في دفء حروفك .
تقبلي مروري مع كل الود .

mrmr يقول...

دام قلمك
ودمت مبدعه
كلك رقه واحساس عالى يا اجمل شهر زاد
دايما باسعد عند مرورى بمدونتك
اوعى تقفلى التعليقات تانى
ازعل بجد
بحب اتنفس معاكى من خلال التعليقات يا غاليتى
ربنا يديم الود والحب بيننا

عمرو يسرى يقول...

ايه الجمال ده
رائعه وجمبله
تسلم ايدك

السُـلطانة يقول...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

سؤال جداً صعب (من أكون؟؟؟؟؟؟؟؟؟) .. قد يعيش البعض منا جوال حياته وإلى مماته وهو لا يعرف من يكون أو ما هو دوره في الحياة .. أحسنت على الصيغة الأدبية الرائعة للوصف ..

تحية ود وتقدير لقلمك المميز وبارك الله فيك.

جنون عـبقري يقول...

ما أكثر الحمقى الذين نصادفهم في حياتنا .. جميل جدا أختي في الله ما خطته أناملك والأجمل الوصف الدقيق للمشاعر والأحاسيس .. تحية ود وتقدير عميق لك وشكرا لك لمتابعة مملكة الله أسعد بتواجدك .. دمتي بخير ..

المجهول يقول...

همهمات كلها مشاعر صادقة وعذبة خطت بقل رقيق يقدر قيمة الأحاسيس المرهفة .. سلمت الأنامل عزيزتي .. وتحية راقية لك.

ليلى الصباحى.. lolocat يقول...

السلام عليكم ورحمة الله
شعرت هنا بحرب دائرة بين الافكار وبين اناملك التى تمسك بالقلم نجحت فى ان تضعينى فى احساس القلق والاضطراب الذى لف المكان بين هذا الجدال الذى قام بين الطرفين والنصر فى النهاية للاقوى وكانت الارادة هى الاقوى لا الاستسلام للسجن فى الاعماق الفكرة ذات اجنحة لا يمكن حبسها او قمعها
وداء المثقف يكمن فى عقله ولسانه وقلمه
ويجب ان تكتمل منظومة الثقافة بان تتحد الاطراف الثلاثة هذه للتعبير عن الذات والا لن نعرف ابدا (من نحن)

سلمت اختاه وسلم قلمك
لك تحياتى وتقديرى

جايدا العزيزي يقول...

يااااااااااااه على الجمال

شهر زاد

رقيق القلب خايفه الورقه تزعل منها

امال انا اعمل ايه

تعالى شوفى الاف الاوراق عندى بتبكى

على كده انا ابقى شريرة


اكثر ما راقنى كلماتك عنالحريه

وتأملاتك الرائعه

فمن التأمل يأتى الابداع

دمت متألقه

واكتبى والورق هيسامحك


تحياتى

مازن الرنتيسي يقول...

بسم الله وبعد
سلمت أختي في الله وسلم القلم الذي خط هذه الحروف الرائعة
موفقة بإذن الباري
أخوك في الله \ أبو مجاهد الرنتيسي

شهرزاد يقول...

الى كل شموع مدونتي الذين شرفوني بمشاركاتهم وبشجيعاتهم ومساندتهم واعجابهم بكتاباتي
اقول لهم شكرلكم فلولاكم لما كان حديث ضهرزاد
دمت بالف خيى وعافيه

Romia Fahed يقول...

حوار صادق بـ أسلوب جميل يُنطق مكونات
النفس بلا وقفة مترددة بين أقول أو لا أقول ، أكتب أو لا أكتب.

عزيزتي شهرزاد ..

أنتِ هنا بهية جدا ...

دمتِ لمن تحبي

شهرزاد يقول...

حبيبتي روميه
والله تعليقك اثر في تسلمي لي
لك كل الود والحب